تحليل تصنيف شنغهاي للجامعات العربية 2024-2025

يُعد تصنيف شنغهاي الأكاديمي للجامعات العالمية (ARWU)، المعروف أيضاً باسم تصنيف شنغهاي، أحد أبرز التصنيفات العالمية التي تُعنى بتقييم أداء الجامعات. يُنشر هذا التصنيف سنوياً منذ عام 2003، ويتميز بمنهجيته الشفافة واعتماده على بيانات موضوعية من جهات خارجية. يهدف التصنيف إلى تقديم نظرة شاملة حول الأداء الأكاديمي والبحثي للجامعات حول العالم، مما يجعله مرجعاً مهماً للطلاب، الباحثين، وصناع القرار في قطاع التعليم العالي.

يقدم هذا التقرير تحليلاً مفصلاً لنتائج تصنيف شنغهاي لعام 2025 للجامعات العربية، مع التركيز على معايير التصنيف المعتمدة ومقارنة الأداء بين عامي 2024 و 2025. سيتم تسليط الضوء على الجامعات التي حققت تقدماً، وتلك التي شهدت تراجعاً، بالإضافة إلى الجامعات الجديدة التي دخلت التصنيف وتلك التي خرجت منه.

معايير تصنيف شنغهاي الأكاديمي للجامعات العالمية (ARWU)

يعتمد تصنيف شنغهاي على مجموعة من المؤشرات الأكاديمية والبحثية لتقييم الجامعات، مع تخصيص أوزان محددة لكل مؤشر. يتم حساب درجة كل جامعة كنسبة مئوية من أعلى درجة تحققها جامعة ما في كل مؤشر. فيما يلي تفصيل للمؤشرات والأوزان المستخدمة في منهجية ARWU لعام 2024، والتي تُعد أساساً لتقييم عام 2025:

المعيار	المؤشر	الرمز	الوزن
جودة التعليم	خريجو المؤسسة الحائزون على جوائز نوبل وميداليات فيلدز	Alumni	10%
جودة أعضاء هيئة التدريس	أعضاء هيئة التدريس بالمؤسسة الحائزون على جوائز نوبل وميداليات فيلدز	Award	20%
	الباحثون الأكثر استشهاداً بهم™	HiCi	20%
المخرجات البحثية	الأوراق البحثية المنشورة في Nature و Science*	N&S	20%
	الأوراق البحثية المفهرسة في Science Citation Index-Expanded™ و Social Science Citation Index™ (Web of Science)	PUB	20%
الأداء للفرد	الأداء الأكاديمي للفرد في المؤسسة	PCP	10%

*ملاحظة: بالنسبة للمؤسسات المتخصصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية مثل كلية لندن للاقتصاد، لا يتم أخذ مؤشر N&S في الاعتبار، ويتم إعادة توزيع وزنه على المؤشرات الأخرى.

تعريف المؤشرات:

•Alumni (الخريجون): عدد خريجي المؤسسة الحائزين على جوائز نوبل وميداليات فيلدز. يتم تعريف الخريجين على أنهم من حصلوا على درجة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه من المؤسسة. تُمنح أوزان مختلفة بناءً على فترات الحصول على الدرجات.

•Award (الجوائز): عدد أعضاء هيئة التدريس بالمؤسسة الحائزين على جوائز نوبل في الفيزياء، الكيمياء، الطب، والاقتصاد، وميدالية فيلدز في الرياضيات. يُعرف أعضاء هيئة التدريس بأنهم من يعملون في المؤسسة وقت الفوز بالجائزة. تُمنح أوزان مختلفة بناءً على فترات الفوز بالجوائز.

•HiCi (الباحثون الأكثر استشهاداً بهم): عدد الباحثين الأكثر استشهاداً بهم الذين اختارتهم Clarivate. تُستخدم قائمة الباحثين الأكثر استشهاداً بهم الصادرة في يناير 2024 لحساب هذا المؤشر في تصنيف ARWU 2024.

•N&S (Nature & Science): عدد المقالات البحثية المنشورة في مجلتي Nature و Science بين عامي 2019 و 2023. يتم تطبيق أوزان مختلفة لتمييز ترتيب انتماء المؤلفين.

•PUB (المنشورات): عدد الأوراق البحثية المفهرسة في Science Citation Index-Expanded™ و Social Science Citation Index™ (Web of Science) في عام 2023. يتم أخذ منشورات نوع ‘Article’ فقط في الاعتبار.

•PCP (الأداء للفرد): الدرجات الموزونة للمؤشرات الخمسة المذكورة أعلاه مقسومة على عدد أعضاء هيئة التدريس الأكاديميين بدوام كامل. إذا تعذر الحصول على عدد أعضاء هيئة التدريس لجامعات بلد معين، يتم استخدام متوسط عدد أعضاء هيئة التدريس لأفضل 1000 جامعة عالمية لجميع المؤسسات في هذا البلد.

تُظهر هذه المعايير تركيز تصنيف شنغهاي على الإنجازات الأكاديمية والبحثية عالية التأثير، وخاصة تلك التي تُكرم بجوائز عالمية مرموقة أو تُنشر في المجلات العلمية الرائدة.

تحليل نتائج تصنيف شنغهاي 2025 للجامعات العربية ومقارنتها بعام 2024

تم تحليل بيانات تصنيف شنغهاي 2025 للجامعات العربية، والتي تضمنت 31 جامعة من عدة دول عربية. يوضح هذا القسم النتائج الرئيسية للتحليل، بما في ذلك التوزيع الجغرافي للجامعات، التغييرات في التصنيف بين عامي 2024 و 2025، وأداء الجامعات الفردية والبلدان.

التوزيع الجغرافي للجامعات العربية في تصنيف 2025

توزعت الجامعات العربية المدرجة في تصنيف شنغهاي 2025 على النحو التالي:

•المملكة العربية السعودية (KSA): 13 جامعة

•مصر (EGY): 8 جامعات

•الإمارات العربية المتحدة (UAE): 4 جامعات

•لبنان (LEB): جامعتان

•قطر (QA): جامعة واحدة

•المغرب (MAC): جامعة واحدة

•الأردن (JO): جامعة واحدة

•تونس (TUN): جامعة واحدة

تُظهر هذه الأرقام استمرار الهيمنة السعودية والمصرية على قائمة الجامعات العربية المصنفة، مع حضور ملحوظ من الإمارات العربية المتحدة.

تحليل حالة الجامعات (دخول/خروج من التصنيف)

شهد تصنيف 2025 بعض التغييرات في قائمة الجامعات العربية، حيث دخلت جامعات جديدة وخرجت أخرى:

•جامعات جديدة دخلت التصنيف: جامعتان

•جامعة نيويورك أبوظبي (الإمارات العربية المتحدة): في المرتبة 801-900

•جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (المملكة العربية السعودية): في المرتبة 901-1000

•جامعات خرجت من التصنيف: 6 جامعات

•جامعة الملك فيصل (المملكة العربية السعودية): كانت في المرتبة 801-900 في 2024

•جامعة قناة السويس (مصر): كانت في المرتبة 901-1000 في 2024

•جامعة طنطا (مصر): كانت في المرتبة 901-1000 في 2024

•الجامعة الأردنية (الأردن): كانت في المرتبة 801-900 في 2024

•الجامعة الأمريكية في بيروت (لبنان): كانت في المرتبة 801-900 في 2024

•جامعة تونس المنار (تونس): كانت في المرتبة 901-1000 في 2024

•جامعات بقيت في التصنيف: 23 جامعة

تحليل التغييرات في التصنيف (2024 مقابل 2025)

شهدت الجامعات العربية أداءً متبايناً بين عامي 2024 و 2025، حيث تحسنت مراكز بعضها وتراجعت أخرى، بينما حافظت الغالبية على مراكزها النسبية:

•لا تغيير: 11 جامعة

•خروج من التصنيف: 6 جامعات

•تراجع بـ 200 مرتبة: 4 جامعات

•تراجع بـ 100 مرتبة: 4 جامعات

•تحسن بـ 100 مرتبة: جامعتان

•دخول جديد: جامعتان

•تراجع بـ 300 مرتبة: جامعة واحدة

•تراجع بـ 36 مرتبة: جامعة واحدة

أفضل الأداءات (التحسن):

•جامعة الإسكندرية (مصر): تحسن بـ 100 مرتبة (من 601-700 إلى 501-600)

•جامعة الإمارات العربية المتحدة (الإمارات): تحسن بـ 100 مرتبة (من 801-900 إلى 701-800)

أسوأ الأداءات (التراجع):

•جامعة الملك سعود (السعودية): تراجع بـ 36 مرتبة (من 90 إلى 101-150)

•جامعة القاهرة (مصر): تراجع بـ 100 مرتبة (من 301-400 إلى 401-500)

•جامعة الملك عبد العزيز (السعودية): تراجع بـ 300 مرتبة (من 201-300 إلى 501-600)

•جامعة الطائف (السعودية): تراجع بـ 200 مرتبة (من 401-500 إلى 601-700)

•الجامعة الأمريكية اللبنانية (لبنان): تراجع بـ 100 مرتبة (من 501-600 إلى 601-700)

•جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز (السعودية): تراجع بـ 100 مرتبة (من 601-700 إلى 701-800)

•جامعة القصيم (السعودية): تراجع بـ 100 مرتبة (من 701-800 إلى 801-900)

•جامعة الزقازيق (مصر): تراجع بـ 200 مرتبة (من 701-800 إلى 901-1000)

•جامعة أم القرى (السعودية): تراجع بـ 200 مرتبة (من 701-800 إلى 901-1000)

•جامعة الشارقة (الإمارات): تراجع بـ 200 مرتبة (من 701-800 إلى 901-1000)

ملخص أداء البلدان

•المملكة العربية السعودية: من أصل 13 جامعة، دخلت جامعة واحدة جديدة وخرجت جامعة واحدة. شهدت 6 جامعات تراجعاً في التصنيف، بينما لم تشهد أي جامعة تحسناً.

•مصر: من أصل 8 جامعات، لم تدخل أي جامعة جديدة وخرجت جامعتان. تحسنت جامعة واحدة (الإسكندرية) وتراجعت جامعتان (القاهرة والزقازيق).

•الإمارات العربية المتحدة: من أصل 4 جامعات، دخلت جامعة واحدة جديدة (نيويورك أبوظبي) ولم تخرج أي جامعة. تحسنت جامعة واحدة (الإمارات) وتراجعت جامعة واحدة (الشارقة).

•قطر والمغرب: حافظت جامعاتهما الوحيدة (جامعة قطر وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) على نفس التصنيف دون تغيير.

•لبنان والأردن وتونس: شهدت هذه الدول خروج جامعاتها الوحيدة أو إحدى جامعاتها من التصنيف، مما يعكس تحديات تواجهها في الحفاظ على مراكزها.

الاستنتاجات والتوصيات

يُظهر تحليل تصنيف شنغهاي 2025 للجامعات العربية صورة متباينة. فبينما تواصل بعض الجامعات الحفاظ على مراكزها أو تحقيق تقدم، تواجه أخرى تحديات في الحفاظ على أدائها البحثي والأكاديمي. تُشير النتائج إلى أهمية التركيز على المؤشرات التي يعتمد عليها تصنيف شنغهاي، خاصة تلك المتعلقة بجودة البحث العلمي والمنشورات في المجلات المرموقة، بالإضافة إلى استقطاب الباحثين ذوي الاستشهاد العالي والفوز بالجوائز العالمية.

لتحسين الأداء في التصنيفات العالمية، يُوصى بما يلي:

1.تعزيز البحث العلمي: زيادة الاستثمار في البحث العلمي، ودعم الباحثين، وتوفير البيئة المناسبة للنشر في المجلات العالمية ذات التأثير العالي (مثل Nature و Science).

2.استقطاب المواهب: جذب الباحثين والأساتذة المتميزين الحائزين على جوائز عالمية أو ذوي الاستشهاد العالي، وتوفير الدعم اللازم لهم.

3.تطوير برامج الدراسات العليا: التركيز على جودة برامج الماجستير والدكتوراه لإنتاج خريجين مؤهلين للمساهمة في البحث العلمي.

4.التعاون الدولي: تعزيز الشراكات البحثية مع الجامعات والمؤسسات العالمية الرائدة لزيادة التأثير البحثي وتبادل الخبرات.

5.مراقبة الأداء: متابعة دقيقة لأداء الجامعات في المؤشرات المختلفة لتحديد نقاط القوة والضعف ووضع خطط تحسين مستمرة.

إن فهم معايير التصنيف والعمل المنهجي على تحسين الأداء في هذه المجالات سيُسهم بلا شك في تعزيز مكانة الجامعات العربية على الساحة العالمية.