أصبحت أنظمة التصنيف مثل كواكواريلي سيموندز (QS) وتايمز هاير إديوكيشن (THE) المعايير الأساسية لتصنيف الجامعات عالميًا. ومع ذلك، فإن هذه التصنيفات ليست دائمًا موضوعية، والطرق التي تستخدمها لتقييم الجامعات غالبًا ما تكون غامضة.
على سبيل المثال، يعتمد تصنيف كواكواريلي سيموندز على معايير مثل السمعة الأكاديمية (بنسبة 40%)، وسمعة التوظيف (10%)، ونسبة أعضاء هيئة التدريس إلى الطلاب (20%)، والاستشهادات البحثية لكل عضو هيئة تدريس (20%)، ونسبة أعضاء هيئة التدريس الدوليين ونسبة الطلاب الدوليين (5% لكل منهما).
المعايير المستخدمة في تصنيف الجامعات
بعض هذه المعايير والمقاييس المستخدمة في تصنيف الجامعات ذاتية. على سبيل المثال، استخدام سمعة المؤسسة التعليمية، والتي تحظى بأعلى وزن بين جميع المقاييس. عند إجراء استطلاع يسأل أرباب العمل والخريجين وعامة الناس عن الجامعات الأكثر سمعة، ستكون النتائج متشابهة تقريبًا عامًا بعد عام.
وذلك لأنه بعد ظهور نتائج التصنيفات، تتفاعل الجامعات وعامة الناس مع هذه التصنيفات كدليل على تفوق جامعة معينة. وبالتالي، فإن الاستطلاع التالي سيؤدي إلى إعطاء الناس وزنًا أكبر للجامعات التي كانت بالفعل في مراتب عالية، دون مراعاة التطورات الأكاديمية أو التحسينات في البنية التحتية التي حققتها هذه الجامعات على مدار العام.
فكرة مثل هذا الاستطلاع تحاول قياس آراء الناس ومواقفهم تجاه الجامعات. وعلى الرغم من أن مجموعات البحث مثل كواكواريلي سيموندز تفتخر باستطلاع آراء أكثر من 100,000 خبير في هذه المجالات لتقييم الجامعات، إلا أنه لا يمكن فصل “العلم السيئ” وراء جمع هذه الآراء، وتحليلها، ثم محاولة استخدامها لتصنيف الجامعات من الأفضل إلى الأسوأ.
لماذا تتنافس الجامعات؟
على الرغم من هذه العيوب، التي تدركها العديد من الجامعات، لا تزال التصنيفات تحظى بشعبية كبيرة في الأوساط الأكاديمية. وذلك لأنها تعزز الاعتقاد بأن الجامعات ذات التصنيف العالي تتمتع ببنية تحتية أفضل، ومناهج تدريسية متطورة، وكوادر تدريسية أكثر تأهيلًا، مما يترجم إلى تجربة أكاديمية أفضل للطلاب.
بالنسبة لبعض الجامعات، قد يكون هذا صحيحًا، لكنه ليس دائمًا الحال. وعندما ننظر إلى الجامعات خارج قائمة أفضل 100 جامعة في العالم، تبدأ جودة التعليم في هذه التصنيفات بالتشويش.
على سبيل المثال، قد تحصل جامعات تتمتع ببنية تحتية ممتازة، وكوادر تدريسية مؤهلة، وطلاب متفوقين، على تصنيف متدني إذا كانت تفتقر إلى كليات الطب والهندسة. بغض النظر عن الموارد التي تخصصها للبحث أو الجهود التي تبذلها، ستظل محكومة بتصنيف منخفض.
كما أن فكرة منح نقاط إضافية للجامعات التي تستقطب طلابًا دوليين تستحق التفكير. وجود مثل هذه الفئة من الطلاب لا يعني بالضرورة تحسين جودة التعليم في هذه الجامعات. ومع ذلك، هذه هي المعايير المستخدمة في التصنيفات.
الاستثمار في التصنيفات بدلًا من التعليم
تنفق الجامعات مبالغ طائلة كل عام في محاولة للتغلب على نظام التصنيف من خلال العلاقات العامة وطرق أخرى لا تسهم في تحسين جودة التعليم. بالنسبة لها، التصنيف الأعلى يعني جذب المزيد من الطلاب، مما يترجم إلى مزيد من الموارد والأرباح.
من وجهة نظر تجارية، يعد هذا جهدًا رائعًا، لكنه لا يسهم بأي شيء في تحسين جودة التعليم داخل هذه المؤسسات.
في النهاية، تصنيفات الجامعات قد تكون أداة تسويقية قوية، لكنها لا تعكس دائمًا الواقع الأكاديمي أو الجودة التعليمية الحقيقية. لذلك، يجب على الطلاب وأولياء الأمور النظر إلى ما هو أبعد من التصنيفات عند اختيار الجامعة المناسبة.