فرص العمل: ما هي أفضل الجامعات في العالم والعالم العربي في عام 2025؟

نُشرت مؤخرًا أحدث تصنيفات الجامعات الدولية لقابلية التوظيف، مُسلِّطةً الضوء على المؤسسات الأكثر نجاحًا في إعداد طلابها لسوق العمل.

ومن غير المُستغرب أن تُهيمن كبرى الجامعات الأنجلوساكسونية على التصنيفات، إلا أن العديد من الجامعات العربية تتقدم وتُصبح من بين أفضل 250 جامعة عالميًا.

تونس غائبة تمامًا عن هذا التصنيف الدولي.

أفضل 10 جامعات عالمية: التميز الأنجلو أمريكي لا يزال في الصدارة

معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) – يُعَدُّ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا رائدًا بلا منازع، إذ يجمع بين التميز الأكاديمي والعلاقات الوثيقة مع قطاع الصناعة. وتتيح برامجه المُوجَّهة نحو الابتكار لخريجيه الوصول إلى أكثر الوظائف رواجًا.

معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (Caltech) – تُولي هذه الجامعة الصغيرة، الانتقائية والمتخصصة، الأولوية للتعليم العلمي رفيع المستوى في بيئة تعاونية ومتطورة.

جامعة ستانفورد – تقع في قلب وادي السيليكون، وتُعَدُّ بيئةً خصبةً لرواد الأعمال. أسس خريجوها شركات عملاقة مثل جوجل ونايكي وإنستغرام.

جامعة هارفارد – مؤسسة تاريخية، لا تزال مرجعًا عالميًا بفضل شبكتها المؤثرة، وإنتاجها الأكاديمي، وخريجيها، بمن فيهم أكثر من 30 رئيس دولة.

جامعة كامبريدج – بفضل تعليمها الشخصي ومكانتها العريقة، لا تزال كامبريدج مصدرًا للمهارات المطلوبة بشدة.

جامعة برينستون – تشتهر بتميزها في الاقتصاد والهندسة، مع تركيز خاص على التعليم النقدي والقيادة

.

الجامعات العربية في التصنيف: إنجازات بارزة، لكنها خارج قائمة أفضل 100 جامعة

تسع جامعات عربية ضمن أفضل 250 جامعة عالميًا، مما يدل على ديناميكية متزايدة في مواءمة التعليم مع فرص التوظيف. ومع ذلك، لم تتمكن أي منها حتى الآن من دخول قائمة أفضل 100 جامعة.

فيما يلي تصنيفاتها لعام 2025:

جامعة قطر – المرتبة 150 عالميًا، والأولى عربيًا. متقدمة على مؤسسات مرموقة مثل جامعة سان فرانسيسكو وجامعة برشلونة.

الجامعة الأمريكية في بيروت – المرتبة 152.

جامعة أبو ظبي – المرتبة 174.

جامعة الملك عبد العزيز (المملكة العربية السعودية) – المرتبة 177.

جامعة الملك سعود (المملكة العربية السعودية) – المرتبة 179.

الجامعة الأمريكية في دبي – المرتبة 180.

جامعة الإمارات العربية المتحدة – المرتبة 230.

جامعة محمد السادس (المغرب) – المرتبة 236.

جامعة القاهرة (مصر) – المركز ٢٤٧.

تُظهر هذه النتائج أن بعض الجامعات العربية بدأت تُلبي توقعات سوق العمل الدولية. ومع ذلك، يُظهر غيابها عن المراتب الأولى في التصنيف العالمي الحاجة المُتزايدة لتحديث المناهج الدراسية، وتعزيز الشراكات مع قطاع الصناعة، وتحسين دمج المهارات الرقمية وريادة الأعمال في البرامج.

غياب تونس: إشارة تحذير

بعد أن اعتُبرت نموذجًا تعليميًا رائدًا في العالم العربي، لا سيما لسياستها في دمقرطة التعليم العالي وجودة خريجيها، تُعتبر تونس غائبة تمامًا عن هذا التصنيف الدولي. هذا التراجع مُقلق.

يكشف عن فجوة مُتزايدة بين البرامج المُقدمة ومتطلبات سوق العمل، على الصعيدين الوطني والدولي.

إن غياب الشراكات القوية مع القطاعات الاقتصادية، وضعف دعم البحث التطبيقي، ونقص برامج التأهيل المهني، كلها عوامل تُعيق تنافسية جامعاتنا.

تأمل استراتيجي: إعادة بناء رابط قوي بين الجامعة وقابلية التوظيف

لاستعادة مكانتها، يجب على تونس القيام بعمل أساسي. وهذا يتطلب:

  • إصلاح شامل للمناهج الجامعية لمواءمتها مع المهارات الجديدة المطلوبة (التكنولوجيا الرقمية، الذكاء الاصطناعي، التحول في مجال الطاقة، المهارات الشخصية).
  • انفتاح أكبر على الشركات، من خلال التدريب الإلزامي، والمشاريع التعاونية، وبرامج العمل والدراسة.
  • حوكمة جامعية حديثة، مع ثقافة التقييم والأداء.
  • استراتيجية للتواصل الدولي، وتسهيل الاعتمادات، والشهادات المزدوجة، والتنقل الأكاديمي.

وهكذا، يُعيد تصنيف 2025 تأكيد هيمنة الجامعات الأمريكية والأوروبية على قابلية التوظيف، ولكنه يُشير أيضًا إلى فرص التعافي للدول العربية التي تشهد تغيرًا سريعًا.

بالنسبة لتونس، لا يقتصر الأمر على وضع معايير مرجعية، بل إعادة تموضع استراتيجي، من خلال إصلاحات جريئة وتحالفات ذكية، حتى تُصبح جامعاتها من جديد نقطة انطلاق نحو المستقبل، لا عائقًا.

No comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *