جديد : تصنيفات تقييم الأثر المستدام (Sustainability Impact Ratings)

كيف ستغير تصنيفات الأثر المستدام من معايير تقييم الجامعات؟
تصنيفات الأثر المستدام (Sustainability Impact Ratings) ستعمّق وتوسع معايير تقييم الجامعات لتتجاوز المؤشرات الأكاديمية والبحثية التقليدية. ستركز بشكل أكبر على مساهمة الجامعات المباشرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs). هذا يعني أن الجامعات ستحتاج إلى إظهار ليس فقط جودة برامجها التعليمية وبحوثها، بل أيضاً كيف تترجم هذه الأنشطة إلى تأثير مجتمعي وبيئي حقيقي. سيتم تقييمها بناءً على مبادراتها في مجالات مثل مكافحة الفقر، تعزيز المساواة، العمل المناخي، التعليم الجيد، وغيرها من الأهداف. هذا سيتطلب من الجامعات إعادة تقييم استراتيجياتها لتشمل الاستدامة كعنصر أساسي في رسالتها وهيكلها التشغيلي.
ما الفوائد التي ستجنيها الجامعات من شبكة تأثير الاستدامة الجديدة؟
شبكة أثر الاستدامة (Sustainability Impact Network) توفر عدة فوائد للجامعات المشاركة:
- التعلم والتعاون: ستوفر الشبكة منصة للجامعات لتبادل أفضل الممارسات والخبرات المتعلقة بالاستدامة. هذا سيعزز من قدرة الجامعات على تطوير وتنفيذ مبادرات استدامة فعالة.
- تعزيز بيانات النزاهة: من خلال الانضمام إلى مجتمع قائم على العضوية، ستتاح للجامعات فرصة لتعزيز شفافية ونزاهة بياناتها المتعلقة بالاستدامة، مما يزيد من مصداقية تقاريرها.
- الوصول إلى رؤى استراتيجية وقياس مرجعي: سيحصل الأعضاء على نتائج وتصنيفات معتمدة، ورؤى استراتيجية للبيانات، وإمكانية قياس أدائهم مقارنة بالجامعات الأخرى، مما يساعدهم على تحديد نقاط القوة والضعف وتحسين استراتيجياتهم.
- فرص التواصل والتعزيز: الندوات الإلكترونية الحصرية وأدوات تعزيز الرؤية ستوفر فرصاً قيمة للجامعات لتعزيز مكانتها كقادة في مجال الاستدامة.
كيف يختلف نظام التصنيف الجديد عن تصنيفات الترتيب التقليدية للجامعات؟
يختلف نظام التصنيف الجديد عن التصنيفات التقليدية (مثل تصنيف تايمز للتعليم العالي العالمي العام QS World University Rankings) في النقاط التالية:
- التركيز الأساسي: التصنيفات التقليدية تركز بشكل كبير على السمعة الأكاديمية، جودة البحث (الاستشهادات)، نسبة الطلاب لأعضاء هيئة التدريس، والتدويل. بينما تصنيفات “التايمز للتأثير” تركز بشكل حصري على التأثير المجتمعي والبيئي للجامعات من خلال مساهماتها في أهداف التنمية المستدامة.
- المنهجية: على الرغم من أن المنهجية لا تزال تستند إلى أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، إلا أن الإطار الجديد يشدد على التطوير والتعاون المشترك بدلاً من المنافسة البحثية والأكاديمية البحتة.
- نموذج العضوية: التحول إلى نموذج العضوية المدفوعة هو اختلاف جوهري، حيث لم تكن المشاركة في التصنيفات التقليدية تتطلب اشتراكاً مالياً مباشراً للمشاركة وتقديم البيانات.
ما هو دور البيانات والمعلومات في تحسين أداء الجامعات ضمن التصنيفات الجديدة؟
تظل البيانات والمعلومات حجر الزاوية في تحسين أداء الجامعات ضمن التصنيفات الجديدة. ستحتاج الجامعات إلى:
- جمع دقيق للبيانات: لتقديم أدلة موثوقة حول مبادراتها ونتائجها في كل هدف من أهداف التنمية المستدامة.
- تحليل البيانات: لفهم نقاط قوتها وضعفها وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
- الشفافية في الإبلاغ: لضمان أن البيانات المقدمة تعكس بدقة تأثيرها الحقيقي.
- الاستفادة من الرؤى الاستراتيجية: التي توفرها الشبكة لمقارنة أدائها مع الآخرين وتحديد أفضل الممارسات التي يمكن تبنيها.
كيف يمكن الاستفادة من المشاركة في شبكة تأثير الاستدامة؟
للاستفادة القصوى من المشاركة في شبكة تأثير الاستدامة، يجب على الجامعات:
- المشاركة بفاعلية: في الويبينارات، المنتديات، وأنشطة التعاون التي تقدمها الشبكة.
- تبادل الخبرات: عرض مبادراتها الناجحة وتعلم من تجارب الجامعات الأخرى.
- استخدام البيانات والرؤى: المقدمة من الشبكة لتحسين استراتيجياتها ومبادراتها المتعلقة بالاستدامة.
- بناء شراكات: مع الجامعات الأخرى والمؤسسات ذات الصلة لتعزيز جهود الاستدامة المشتركة.
- دمج الاستدامة: في جميع جوانب الجامعة، من المناهج الدراسية والبحث إلى العمليات الإدارية والمشاركة المجتمعية.
هل هذا التغيير لمصلحة الجامعات أم أهداف مالية للشركات الخاصة بالتصنيفات؟ وماذا إذا انتقلت الشركات إلى فرض رسوم للمشاركة؟
هذا التغيير يحمل جوانب إيجابية للجامعات وجوانب قد تثير مخاوف حول الأهداف المالية:
الجوانب الإيجابية للجامعات:
- تسليط الضوء على الاستدامة: يعزز هذا التغيير من أهمية الاستدامة كهدف استراتيجي للجامعات، ويشجعها على دمجها في صميم رسالتها.
- تحسين التأثير المجتمعي: يدفع الجامعات لتكون أكثر وعياً بدورها في حل التحديات العالمية والمساهمة بشكل ملموس في التنمية المستدامة.
- فرص التعاون والتعلم: توفر الشبكة منصة قيمة للجامعات لتبادل الخبرات وتطوير مبادرات استدامة أفضل.
- الاعتراف بالجهود: يمنح الجامعات التي تعمل بجد على قضايا الاستدامة اعترافاً عالمياً وتصنيفاً يعكس هذا الالتزام.
المخاوف والأهداف المالية:
- نموذج الاشتراك المدفوع: الانتقال إلى نموذج العضوية المدفوعة يثير تساؤلات حول الأهداف المالية لـ “التايمز للتعليم العالي”. على الرغم من وجود مستويات للرسوم بناءً على الدخل القومي، إلا أن فرض رسوم على المشاركة يمكن أن يُنظر إليه على أنه مصدر دخل جديد للشركة.
- الحواجز المالية: قد يشكل الاشتراك حاجزاً أمام بعض الجامعات، خاصة في الدول ذات الدخل المتوسط الأدنى، على الرغم من وجود فئات مخفضة ومجانية. هذا قد يقلل من تمثيل بعض الجامعات المهمة التي قد تكون لديها مبادرات استدامة ممتازة ولكنها تفتقر إلى الموارد المالية للمشاركة.
- التحول إلى “نادي الأعضاء”: قد يتحول التصنيف من أداة تقييم عالمية مفتوحة إلى “نادي أعضاء” يقتصر على من يستطيع الدفع، مما قد يقلل من شمولية وشفافية التصنيف على المدى الطويل.
ماذا إذا انتقلت الشركات إلى فرض رسوم للمشاركة؟
إذا بدأت جميع شركات التصنيف بفرض رسوم على المشاركة، فسيكون لذلك عواقب وخيمة:
- تزايد الحواجز أمام الجامعات: ستواجه العديد من الجامعات، خاصة في الدول النامية، صعوبة كبيرة في المشاركة في التصنيفات العالمية، مما سيقلل من ظهورها على الساحة الدولية.
- فقدان المصداقية: قد تفقد التصنيفات جزءاً من مصداقيتها إذا أصبحت تعتمد بشكل كبير على الإيرادات من الجامعات المشاركة، مما قد يثير تساؤلات حول حياديتها.
- التركيز على الموارد بدلاً من الأداء: قد يؤدي ذلك إلى أن تصبح التصنيفات انعكاساً للقدرة المالية للجامعات على الدفع بدلاً من أن تكون مقياساً خالصاً لأدائها وجودتها وتأثيرها.
- ظهور بدائل: قد تدفع هذه الخطوة الجامعات والمؤسسات إلى البحث عن أو تطوير تصنيفات بديلة تكون أكثر شفافية ولا تفرض رسوماً على المشاركة، أو أن تعتمد على مؤشرات داخلية خاصة بها لتقييم أدائها.
في الختام، بينما أثني على التركيز المتزايد على الاستدامة وتأثير الجامعات، فإن نموذج الاشتراك المدفوع يظل نقطة حساسة تتطلب مراقبة مستمرة لضمان أن لا تتحول هذه التصنيفات إلى مجرد أداة لجمع الإيرادات على حساب الشمولية والمصداقية. يجب أن يبقى الهدف الأساسي هو تشجيع الجامعات على تحقيق تأثير إيجابي حقيقي وليس مجرد دفع رسوم للمشاركة في قائمة.
No comment