الجامعات الجزائرية في التصنيفات العالمية: التحديات والفرص
الجامعات الجزائرية في التصنيفات العالمية: التحديات والفرص
مقدمة
على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الجامعات الجزائرية لتحسين مكانتها في التصنيفات العالمية، إلا أنها لا تزال تواجه تحديات كبيرة تعيق تقدمها. ففي تصنيف “التايمز” للجامعات العالمية لعام 2025، ظهرت 26 جامعة جزائرية، معظمها في مراتب متأخرة (ما بعد المركز 1500). هذا الوضع يطرح تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التأخر، خاصة أن الجامعات الجزائرية تمتلك إمكانيات هيكلية وبشرية تؤهلها لتحقيق مراتب أفضل.
دور اللغة في التأثير على التصنيفات
تُعتبر اللغة الفرنسية اللغة الرئيسية في التعليم والبحث العلمي في الجزائر، وهو ما قد يشكل عائقًا أمام تحقيق مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية. معظم الدوريات العلمية المرموقة تصدر باللغة الإنجليزية، مما يحد من فرص الباحثين الجزائريين في نشر أبحاثهم والحصول على استشهادات واسعة. وقد أشار الدكتور حذبي فيصل، الأستاذ المحاضر بجامعة تيسمسيلت، إلى أن النشر بالفرنسية يقلل من فرص الاستشهاد بالأبحاث الجزائرية، مما يؤثر سلبًا على ترتيب الجامعات في التصنيفات العالمية.
معايير التصنيف والتحديات
تصنيف “التايمز” يعتمد على خمسة محاور رئيسية: جودة التعليم، نوعية البحث العلمي، الاقتباسات، الانفتاح الدولي، والتأثير على الصناعة. وعلى الرغم من أن الجامعات الجزائرية حققت تقدمًا في بعض هذه المجالات، إلا أن هناك نقاط ضعف واضحة، خاصة في مجال الاقتباسات والانفتاح الدولي. فضعف النشر باللغة الإنجليزية يحد من انتشار الأبحاث الجزائرية على المستوى العالمي، مما يؤثر على عدد الاقتباسات.
الجهود المبذولة لتحسين التصنيف
بدأت الجزائر في اتخاذ خطوات لتحسين ترتيب جامعاتها في التصنيفات العالمية. فقد شهدت زيادة في عدد الجامعات المصنفة من 13 في عام 2023 إلى 26 في عام 2025. كما تم تشجيع الأساتذة على النشر باللغة الإنجليزية ودعم الأطروحات العلمية التي تُقدم بهذه اللغة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل اللجنة الوطنية لترقية مرئية وتصنيف مؤسسات التعليم العالي على تنظيم ملتقيات لتوضيح سبل رفع ترتيب الجامعات الجزائرية.
التوصيات
- تعزيز النشر باللغة الإنجليزية: يجب تشجيع الباحثين على نشر أبحاثهم باللغة الإنجليزية لزيادة فرص الاستشهاد بها عالميًا.
- تحسين جودة البحث العلمي: التركيز على البحوث ذات التأثير الكبير ودعم المشاريع البحثية التي تساهم في حل مشكلات محلية وعالمية.
- زيادة الانفتاح الدولي: تعزيز التعاون مع الجامعات العالمية وزيادة عدد الطلاب والأساتذة الدوليين في الجامعات الجزائرية.
- تطوير البنية التحتية البحثية: توفير التمويل اللازم للمخابر البحثية وتحديث المرافق العلمية.
- التسويق الدولي: تسويق الإمكانيات البحثية والعلمية للجامعات الجزائرية على المستوى الدولي لجذب المزيد من الاهتمام والشراكات.
الخاتمة
في حين أن الجامعات الجزائرية تواجه تحديات كبيرة في تحقيق مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية، إلا أن هناك فرصًا كبيرة لتحسين وضعها. من خلال تعزيز النشر باللغة الإنجليزية، تحسين جودة البحث العلمي، وزيادة الانفتاح الدولي، يمكن للجامعات الجزائرية أن تحقق قفزة نوعية في التصنيفات العالمية وتعزز مكانتها على الساحة الدولية.